ومما تأتي فيه "رب" للتقليل والتخصيص إتيانا مطردا، ويرى ذلك من تأمله، التي تأتي في اللغز، والأشياء التي يصف فيها الشعراء أشياء مخصوصة بأعيانها، فإنهم كثيراً ما يستعملون في أوائلها، "رب" مصرحا بها، أو الواو التي تنوب مناب "رب" كقول ذي الرمة:
وجاريةٍ ليستْ من الأنسِ تشتهى ... ولا الجنِّ قدْ لاعبتها ومعي ذهني
فأدخلتُ فيها قيدَ شبرٍ موفَّرٍ ... فصاحتْ ولا واللهِ ما وجدتْ تزني
فلمَّا دنتْ إهراقةُ الماءِ أنصتتْ ... لأعزلهُ عنها وفي النَّفسِ أنْ أثني
وكقول الآخر:
ربَّ نهرٍ رأيتُ في جوفِ خرجٍ ... يترامى بموجهِ الزَّخَّارِ