للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذوي ضبابٍ مظهرينَ عداوةً ... قرحى القلوبِ معاودي الأفنادِ

ناسيتهمْ بغضاءهمْ وتركتهمْ ... وهمُ إذا ذكرَ الصَّديقُ أعادي

كيما أعدَّهمُ لأبعدَ منهمُ ... ولقدْ يجادُ إلى ذوي الأحقادِ

وقال ربيعة بن مقروم الضبي في هذا المعنى، أنشده أبو تمام أيضاً:

وكمْ منْ حاملٍ لي ضبَّ ضغنٍ ... بعيدٍ قلبهُ حلوِ اللَّسانِ

ولوْ أنَّي أشاءُ نقمتُ منهُ ... بشغبٍ أوْ لسانٍ تيَّحانِ

ولكنِّي وصلتُ الحبلَ منهَ ... مواصلةً بحبلِ أبي بيانِ

فغرض الشاعر في هذا المعنى واحد. وقد أخرجه أحدهما بلفظ التقليل، وأخرجه الآخر بلفظ التكثير.

فدل ذلك على أن "كم" و"رب" يتعاقبان على المعنى الواحد في هذا الباب

<<  <  ج: ص:  >  >>