وأنزلها فوق منزلتها، ثم امتحن، فوجد دون ذلك، هان على من كان يعظمه.
فهذا وجه آخر من التقليل، الذي يستعمل في هذه المسائل التي معانيها معاني الكثرة.
وقد يدخلها التقليل على معنى ثالث، وهو قول الرجل لصاحبه: لا تعادني، فربما ندمت.
وهذا موضع ينبغي أن تكثر فيه الندامة، وليس بموضع تقليل، وإنما تأويله أن الندامة على هذا لو كانت قليلة، لوجب أن يتجنب ما يؤدي إليها، فكيف وهي كثيرة، فصار لفظ التقليل هنا، أبلغ من التصريح بلفظ التكثير، وعلى هذا تأول النحويون قول الله تعالى:(ربَّما يودُّ الَّذينَ كفروا، لو كانوا مسلمينَ) وعلى هذا أيضاً يتأول قول امرئ القيس:
ألا ربَّ يومٍ لكَ منهنَّ صالحٍ
وقول أبي كبير:
ربْ هيضلٍ لففتُ بهيضلِ
إن استعارة لفظ التقليل هنا، إشارة إلى أن قليل هذا، فيه فخر بفاعله، فكيف كثيره؟ وأما قول أبي عطاء السندي: