للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاهد فيه

كون "كلا" اسماً مفرداً، دالاً على التثنية، بدليل قوله: "يوم صد"، ولم يقل يوماً صد، والخلاف فيه بين الفريقين.

فأما ما يشهد للبصريين، فالسماع والقياس.

أما السماع: فقول الله تعالى: (كلتا الجنتين آتتْ أكّلَها) ، ولم يقل: آتتا أكلهما.

وبيت جرير هذا، وبيت الشماخ: "كلا يومي طوالة" ومثله كثير.

وأما القياس: فطريقان.

أحدهما: إضافتهما إلى ضمير الاثنين، لن الشيء لا يضاف إلى مثله، لا يقال: قام الرجلان أثناهما، ولا مررت بهما اثنيهما، ولا مررت بزيد واحدة.

فأما مررت بهم ثلاثتهم، فليس هم من "ثلاثتهم" مختص بالثلاثة، كما أن "هما" مختص باثنين، فلم يكن في قولهم: مررت بهم ثلاثتهم إضافة الشيء إلى مثله كما كان في اثنيهما كذلك.

ولمّا كان ذلك كذلك، أتوا بلفظة مفردة، دالة على التثنية كدلالة "كل" على الجمع، وأضافوا المفرد إلى التثنية، كما تقول: جاءني أحدهما، ورأيت أفضلهما، وتقول: أيهما زيد، ولذلك قالوا: مررت به وحده، فأضافوا المصدر إلى الضمير،

<<  <  ج: ص:  >  >>