وقد احتج قوم لتقديم خبر "ليس" عليها (ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم) . لما قدم "يوم يأتيهم" والعامل فيه "مصروفاً" ذل ذلك على جواز تقديم الخبر.
فإن قيل: إن "كلا يومي طوالة" منتصب بقوله "وصل أروى" وأن التقدير: "وصل أروى كلا يومي طوالة ظنون".
قيل: هذا لا يجوز، لأنك لو أوقعته هذا الموقع، وقع في صلة المصدر، الذي هو: وصل أروى، وصلة المصدر لا تتقدم عليه.
فإن قيل:"إن كلا يومي طوالة" منصوب على الظرف، والظروف يجوز تقديمها، ولا يؤذن ذلك بجواز تقديم العامل فيها، في نحو قولك "إن في الدار زيداً قائم" ولا يجوز تقديم "قائم" بوجه.
قيل: لإن: أحكام ليست للمبتدأ؛ منها:
أن خبر"إن" لا يجوز تقديمه على اسم "إن" إلا إذا كان ظرفاً، ويجوز تقديم خبر المبتدأ على المبتدأ، ظرفاً كان أو اسماً أو جملة، فتقول:"قائم زيد" وصاحبك محمد، وفي الدار أخوك، وأبوه منطلق زيد، وأشباه هذا، ولا يجوز شيء من ذلك في "إن" سوى الظروف والمجرورات، لاتساع العرب فيها، ولأن الرفع في خبر "إن" قد زال وانتقل عن المبتدأ، وصار "لإن"، وهي غير متصرفة فلم يتصرف معمولها، وهذا واضح. ويجوز أن تقول: في الدار زيد جالس، وعمراً زيد ضارب، وضارب