عمراً زيد، وعبد الله جاريته أبوها ضارب، كل هذا غير ممتنع.
فتقدم الظرف إذا كان معمولاً لخبر المبتدأ يؤذن بجوار تقديم الخبر، كما يؤذن به المفعول الصحيح.
وليس تقديم الظرف، إذا كان متعلقاً بخبر (إن) يؤذن بتقديم خبرها، ومثال البيت قوله تعالى:(وفي النار هم خالدون) .
وإنما ذكر أبو علي هذا، رداً على ون لا يجيز تقديم خبر المبتدأ على المبتدأ من الكوفيين، والعلة عندهم في ذلك أن من الأخبار ما يتضمن ضمير المبتدأ، فيؤدي ذلك إلى الإضمار قبل الذكر.
وأيضاً فإن خبر المبتدأ يجري مجرى الفاعل في أنه كالشيء الواحد مع المبتدأ، كما أن الفعل والفاعل كذلك، فكما لا يتقدم الفاعل على فعله بإجماع من الفريقين. كذلك لا يتقدم خبر المبتدأ على المبتدأ.
فاستدل عليهم بما يفسد مذهبهم، وللكوفي أن يتناول شاهد البيت، فيرفع "كلا يومي" بالابتداء، و "وصل أروى" مبتدأ ثان، "وظنون" خبره، والجملة خبر عن الأول، والعائد على المبتدأ الذي هو "كلا" محذوف لفظاً، معتقد لدلالة سياق الكلام، تقديره: كلا يومي طوالة وصل أروى ظنون فيه، أو فيهما على الاختلاف في "كلا" هل هو مثنى أو مفرد؟.