فقال:
أقفرَ منْ أهلهِ عبيدُ ... فليسَ يبديَ ولا يعيدُ
فقال له المنذر: أنه لا بد من الموت. ولو عن لي النعمان يعني: في يوم بؤسي لذبحته، فاختر لنفسك قتلة.
فقال: اسقني الخمر، وافصدني في أكحلي.
ففعل وطلى بدمه الغريين، ولم يزل المنذر كذلك، حتى مر به رجل من طيئ، يقال له: حنظلة بن أبي عفر.
فقال له: أبيت اللعن، إني والله أتيتك زائراً، ولأهلي من خيرك مائراً، فلا تكن ميرتهم قتلي.
فقال: لابد من ذلك، فسلني حاجة قبله، أقضها لك.
فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي، وأحكم من أمرهم ما أريد، ثم أصير إليك. فتنفذ في حكمك.
فقال: ومن يكفل بك حتى تعود؟! فنظر في وجوه جلسائه، فعرف شريك بن عمرو، أبا الحوفزان بن شريك الشيباني، فقال أبيات أولها:
يا شريكٌ بنَ عمرو ... ما من الموتِ محالهْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute