وكان حاملكم منَّا ورافدكمْ ... وحاملُ المينَ بعدَ المينَ والألفِ
أراد: المئين، فحذف الهمزة، وقالوا: جا يجي وسأ يسو، بلا همز، وقالوا: ذن لا أفعل، فحذفوا همزة "إذن"، وله نظائر، ولو أنهم أرادوا في مكانها غيرها، لما أمكن حذفه، لأنه لم يحذف غيرها من الحروف، كما حذفت هي، فكانت الهمزة أولى وأحرى من سائر الحروف.
ووجه آخر إن شئت، قلت: إنما أرادوا الهمزة ها هنا، لكثرة زيادتها أولاً، نحو: أيدعٍ وأبلمٍ وإصبعٍ، ولم تكثر زيادة غير الهمزة أولاً، كزيادتها أولاً فاعرفه.
فإن قيل: فلم فتحت لالتقاء الساكنين، وحركة همزة الوصل في الأسماء والأفعال كسرة أو ضمة؟! فالجواب: أن اللام حرف، فجعلوا حركة الهمزة فتحة، لتخالف حركتها في الأسماء حركتها في الأفعال، فاعرفه.
ومن الدليل على كونها وحدها حرف التعريف، وأن الهمزة دخلت لسكونها، إيصالهم حرف الجر، إلى ما بعد حرف التعريف، وذلك نحو: قولهم: عجبت من الرجل، ومررت بالغلام، فنفوذ الجر بحرفه، إلى ما بعد حرف التعريف يدل