ونحو قولهم في القسم: أفألله، ولا ها ألله، ولم نرَ همزة وصلٍ تثبت في نحو هذا.
فهذا كله يؤكد أن همزة "أل" ليست بهمزة وصل، وأنها مع اللام، "كقد" و "هل"، ونحوهما.
وذهب الجمهور إلى أنها همزة وصل، لسقوطها في درج الكلام كسائر همزات الوصلأ.
وما قدمته من أن "اللام" وحدها، هي المعرِّفة، يؤكد أنها همزة وصل.
وأما ما يحتج به من الوقوف عليها عند التذكر فإن ذلك لا يدل على أنه في نية الانفصال منه، لأن لقائل أن يقول: إنه حرف واحد، ولكن الهمزة، لما دخلت على اللام، فكثر اللفظ بها، أشبهت اللام بدخول الهمزة عليها من جهة اللفظ، لا من جهة المعنى، ما كان من الحروف على حرفين، نحو:"هل" و "بل" و "من" و "قد". فجاز وصلهما في بعض المواضيع.
وهذه النسبة اللفظية موجودة في كثير من كلامهم، ألا ترى أن "أحمد" وبابه مما ضارع الفعل لفظاً، فمنع ما يختص بالأسماء، وهو التنوين والجر. وكذلك كل ما استروحوا إليه، من مد (الله أذن لكم) . ومما أوردوه، الانفصال عنه قريب المأخذ إن شاء الله تعالى.
الوجه الثالث: لمَ جعلوا حرفاً واحداً، يفيد التعريف؟ قد تقدم من القول ما هو جواب له، وهو أنهم لما أرادوا خلطه بما بعده، ومزجه به لما حدث فيه من انتقال المعنى، جعلوه على حرف واحد، ليضعف عن انفصاله مما بعده، فيعلم بذلك أنهم قد اعتزموا على خلطه به.