أن "ألف التكسير" مبنية على ما كسرته، فكما جاز أن يجمع بين رجلكم ورجليكم قافيتين وبين درهمكم ودراهمكم، كذلك جاز أيضاً، أن يجمع بين رجل والرجل، لأن النكرة شيء سوى المعرفة، كما أن المكبر غير المصغر، وكما أن الواحد غير الجمع.
ويزيدك تأنيساً بهذا أن حرف التعريف نقيض التنوين، لأن التنوين دليل التنكير، كما أن هذا الحرف دليل التعريف، فكما أن التنوين في آخر الاسم حرف واحد، فكذلك حرف التعريف من أوله، ينبغي أن يكون حرفاً واحداً.
الوجه الثاني: هل الهمزة التي مع لام التعريف، همزة قطع، أو وصل؟ اختلف في ذلك، فذهب قوم إلى أنهما همزة قطع، واستدلوا على ذلك بانفصالهما، مما تدخلان عليه. فتقول في التذكر: إلى حارث، إذا نويت بعد قولك "أل" كلاماً، فجرى مجرى قولك في التذكر:"قدي" أي، قد انقطع، أو قد قام، أو قد استخرج، أو نحو ذلك، فصارت الهمزة، كالقاف من "قد"، والباء من "بل"، إلا أنه لما كثر في كلامهم، واستعمالهم، عرف موضعه، فحذفت همزته، كما حذفوا "لم يكُ، ولا أدرِ، ولم أبلْ".
واستدلوا أيضاً، على أنهما همزة قطع بثباتها حيث تحذف همزات الوصل، وذلك نحو قول الله تعالى:(الله أذن لكم) و (آلذكرين حرم أم الانثيين) .