"فنادى": مثال من أمثلة الجمع، كصحارى وسكارى، وقد أجاره صفة على الداهية وهي في اللفظ واحدة، والمنون من أعظم الدواهي.
وقوله:
والدهر ليس بمعتبٍ
أي: ليس بمراجع من يجزع منه.
وريبه: ما يأتي به من الفجائع.
وفي قوله:"ليس بمعتب"، سر من أسرار هذه اللغة طريف، يكاد يلحق بالأضداد، عند من يضعف قياسه.
وأما عد من قوي نظره فليس ضداً، وذلك أن معنى "معتب"، هو لسلب المعنى لا إثباته.
ومعنى هذا القول: أن أكثر اللغة، إنما تأتي لإثبات معنى أصل اللفظة، لا لنفيه وسلبه، وذلك نحو: ضربت زيداً، أي: أوصلت الضرب إليه وأوجدته، وكذلك أكرمته، أوصلت الكرامة إليه، وأحسنت إليه، وأسأت إليه، وقربته وبعدته، ونحو ذلك، أوجبت ذلك له، وأوجدته فيه.
ثم إنه كما يأتي هذا ونحوه، للإثبات، فقد يأتي للسلب أيضاً، ومن ذلك قولهم: أعجمت الكتاب، أي أزلت عنه استعجامه، وسلبته إياه، وكذلك أشكيت الرجل، أزلت عنه ما يشكوه، قال: