أي: نزيل عنها ما تشكوه، ومنه الحديث المرفوع:"شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء، فلم يشكنا"، فقولهم: لم يشكنا، من باب السلب. وحكي أشكلت الكتاب، في معنى شكلته، أي: أزلت عنه إشكاله.
وقال أبو علي في قوله تعالى (أكاد أخفيها) : هو من هذا الباب، ومعناه: أظهرها، وتلخيصه: أكاد أزيل عنها خفاءها، فلا محالة في ظهورها.
فإذا ثبت ذلك، وما وقع الإيماء إليه، كان قوله:"ليس بمعتب من يجزع" أي: ليس بزائل عما يدعو إلى العتب عليه، والمعاتبة له.
فقولهم إذن: عاتبني فأعتبته، هو في معنى السلب لهن كقولهم: شكا إليَّ فأشكيته، قال:
فأعتبوا بالصَّيلمِ
أي: لم تكن ثَم عتبى، إنما كانت داهية صيلم، كقوله تعالى:(فبشرهم بعذاب أليم) أي: ليست هناك بشارة، إنما هنالك عذاب مؤلم. وكقولهم: عتابك السيف، وحديثك الصمم.