الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد بلغنا أن سفيهاً من سفهائناً تعرض (لك) فنسألك بحق الله ورسوله إلا ما حفظت فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي أن النابغة، كان يرد عكاظ، كل سنة، فتضرب له قبة من أدم، ويقيم بها إلى انقضاء الموسم، وتأتيه الشعراء عارضة عليه شعرها، مصيرة إليه، في التقديم والتأخير أمرها.
فورد عليه في بعض الأعوام الأعشى ميمون بن قيس، فذهب في تفضيله كل مذهب، وقال له: قم فأنت أشعر العرب!.
ثم تلاه حسان بن ثابت، فأنشده حتى بلغ قوله:"لنا الجفنات الغر" والبيت الذي يليه "ولدنا بني العنقاء".
فقال له: ما أحسن ما قلت!، ولولا أن أبا بصير، أنشدني قبلك لقضيت لك.
فقال له حسان: أنا أشعر منك، ومن أبي بصير.
قال: كلا، انك لست تحسن أن تقول:
فإنَّك كالليل الذي هو مُدركي ... وإن خلتُ أنَّ المنتأَى عنك واسعُ
ثم قال لحسان: اعد علي بيتك، فلما أعادهما.
قال: إنك قللت الجفان، وقلت:"الغُرّ" ولم تقل: البيض، فاجتزيت