للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة من الحديث:

ظاهر الحديث يدل على أن المرأة إن تخمرت وغطت رأسها صحت صلاتها؛ ولو مع انكشاف شيء من بدنها (١).

الدليل الرابع: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (٢)، -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَاقِدِي أُزْرِهِمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، وَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: (لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا) (٣).

وجه الدلالة من الحديث:

في نهي النساء عن رفع رؤوسهن حتى يستوي الرجال دليل على انكشاف يسير من العورة أثناء الصلاة، ومع ذلك الانكشاف لم تبطل الصلاة (٤)

الدليل الخامس: يسير العورة يشق التحرز من انكشافه، لأن ثياب الفقراء لا تخلو من خرق وثياب الأغنياء لا تخلو من فتق، فإذا انكشف شيء من العورة، عفي عنه ولم تبطل به الصلاة (٥).

الدليل السادس: لما صحت الصلاة مع الانكشاف الكثير حال العذر، اختلف حكم يسيره عن كثيره حال عدم العذر (٦).


(١) انظر: التجريد، للقدوري (٢/ ٥٩٩).
(٢) هو سهل بن سعد الساعدي الخزرجي الأنصاري، كنيته أبو العباس، له صحبة، كان اسمه حزن، سكن المدينة وآخر من مات بها سنة (٨٨) هـ، انظر: الكنى والأسماء (١/ ٦٠٩)، معجم الصحابة (٣/ ٨٧)، الثقات (٣/ ١٦٨).
(٣) رواه البخاري في كتاب الصلاة، باب: إذا كان الثوب ضيقا (١/ ٨١) (٣٦٢)
(٤) انظر: فتح الباري، لابن رجب (٢/ ٣٧٠)، فتح الباري، لابن حجر (١/ ٤٧٣).
(٥) انظر: الكافي، لابن قدامة (١/ ٢٢٧)، المغني (١/ ٤١٥)، المبدع (١/ ٣٢٣).
(٦) انظر الشرح الكبير، لأبي الفرج (٣/ ٢٢١).

<<  <   >  >>