للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمكن أن يناقش: المواضع التي هي مأوى الشياطين يتحول عنها وجوبًا، لأنها سبب مانع من صحة العبادة وصلاحها، وهي تعكس على المصلي مقصوده من العبادة (١).

الدليل الثاني: الحمام مصب الغسالات والنجاسات عادة، ولا يخلو من رشاش، لذا تكره الصلاة فيه بخلاف موضع جلوس الحمامي (٢).

يمكن أن يناقش: إذا كان الحمام مظنة للنجاسات فإن الحكم يتعلق بالمظنة دون الحقيقة، وذلك ثابت في الشرع، كنقض الطهارة بالنوم، ووجوب الغسل بالتقاء الختانين (٣).

[الترجيح]

بعد عرض الأقوال وأدلتها يظهر أن الراجح في المسألة -والله أعلم- هو القول الأوّل القائل: لا تصح الصلاة في الحمام - مطلقًا -، وذلك لقوة أدلة هذا القول والرد على المناقشات الواردة عليها، وضعف أدلة المخالفين.


(١) انظر: شرح العمدة لابن تيمية (١/ ٤٥٤).
(٢) انظر: المبسوط، للسرخسي (١/ ٢٠٧)، بدائع الصنائع (١/ ١١٥)، حاشية ابن عابدين (١/ ٣٨٠)، الحاوي (٢/ ٢٦٢)، نهاية المطلب (٢/ ٣٣٤)، كفاية النبيه (٢/ ٥٣٠).
(٣) انظر: المغني (٢/ ٥٢).

<<  <   >  >>