للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبطلها (١).

يمكن أن يناقش: مؤاخذة العبد وإبطال صلاته بأمر ليس بوسعه، يعد تكليفًا بما لا يطاق وهو ممتنع شرعًا، لأن الله عز وجل لا يكلف العباد إلا بما في وسعهم وطاقتهم (٢)، وقد أخبر بذلك إخبار جزم في قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٣).

[الترجيح]

بعد عرض الأقوال وأدلتها يظهر أن الراجح في المسألة-والله أعلم- هو القول الأوّل القائل: لا تبطل الصلاة بالبكاء من غير خشية الله-إذا بان منه حرفان-؛ وغلب على صاحبه، وذلك لقوة هذا القول وموافقته لقواعد الشريعة، وورود الاعتراض على أدلة القول المخالف أضعف الاحتجاج بها.


(١) انظر: بدائع الصنائع (١/ ٢٣٥)، تبيين الحقائق (١/ ١٥٥، ١٥٦)، مواهب الجليل (٢/ ٣٦)، كشاف القناع (١/ ٤٠٢).
(٢) انظر: المستصفى (١/ ٧٢)، تفسير القرطبي (٣/ ٤٢٩، ٤٣٠).
(٣) سورة البقرة، من الآية (٢٨٦).

<<  <   >  >>