للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواء أكان من عذر أو من غير عذر (١).

نوقش (٢): هذا الخبر غير ثابت، والمراد الجمع بلا عذر فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنَ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ) (٣).

الدليل الثالث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود-رضي الله عنه- قَالَ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، جَمَعَ بَيْنَ صَلَاتَيْنِ إِلَّا بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الصُّبْحَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ وَقْتِهَا) (٤).

وجه الدلالة من الحديث:

أخبر ابن مسعود -وهو أكثر ملازمة لرسول الله- أنه ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام يجمع بين صلاتين إلا بمزدلفة (٥).

نوقش من وجهين:

أ. في الحديث نفي، وفي أحاديث الجواز إثبات،؛ فتقدم لأن فيها زيادة علم (٦)، والقاعدة: "الإثبات يقدم على النفي" (٧).


(١) انظر: التعليق الممجد على موطأ محمد، أبو الحسنات (١/ ٥٧٢)، تحفة الأحوذي (١/ ٤٧٩).
(٢) انظر: الحاوي (٢/ ٣٩٤).
(٣) رواه الدارقطني في السنن، كتاب الصلاة، باب صفة الصلاة في السفر والجمع بين الصلاتين من غير عذر وصفة الصلاة في السفينة (٢/ ٢٤٧) (١٤٧٥)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (٥/ ١٣٦) (٢٧٥١)، وقال الدارقطني: "حنش هذا أبو علي الرحبي، متروك"، قال العقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ٢٤٧): "لا أصل له".
(٤) رواه النسائي في السنن، كتاب المواقيت، الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة (١/ ٢٩١) (٦٠٨). قال الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي (٢/ ٢٥٢): "صحيح".
(٥) انظر: شرح سنن النسائي، للأثيوبي (٧/ ٥٥٥).
(٦) انظر: المجموع (٤/ ٣٧٣).
(٧) العدة في أصول الفقه، لأبي يعلى (٣/ ١٠٣٦).

<<  <   >  >>