الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، به أبتدىء وعليه أتوكل. . .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقر بربوبيته، ومعترف بألوهيته، وناف لأن يكون له شريك في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله. . .
وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بعثه الله بالدين القويم، والمنهج المستقيم، ليكون للعالمين رحمة وإماما وحجة، وفرض عليهم طاعته واتباعه ومحبته، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، أو ابتعد عن نهجه.
بمتابعته صلى الله عليه وسلم يكون الفلاح والنصر، وتحصل السعادة والطمأنينة، وبمخالفته صلى الله عليه وسلم يكون الشقاء والذل، ويعيش الإنسان حياة التعاسة والهمل. . .
فصلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وسلم تسليما كثيرا كثيرا، ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وبعد:
فأخلق بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنعم بها أن تكون كتابا يقرؤه القارئون، ويتذاكره المتذاكرون؛ كيف لا، وهو صلى الله عليه وسلم القدوة الكاملة، والأسوة الحسنة لكل من كان يرجو الله واليوم الآخر، وذكر الله كثيرا. بل كيف نقتدي به، ونتأسى بشخصيته صلى الله عليه وسلم إذا لم نطلع على سيرته، ونتعرف على فضائله وشمائله، ونتدارس صفاته وأخلاقه.