ثم قام رجال في نقض الصحيفة، فأطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على أن الأرضة أكلت ما فيها من القطيعة والظلم، فلم تدع إلا اسم الله تعالى فقط، فلما أنزلت لتمزق، وجدت كما قال عليه الصلاة والسلام، وذلك في السنة العاشرة (١).
[[إسلام الطفيل ودعوته قومه]]
ثم قدم الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ، وكان شريفا، فأسلم، وقال: يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادع الله تعالى أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم.
فدعا له، فطلع نور بين عينيه مثل المصباح حين أشرف على قومه.
قال: فقلت: اللهم في غير وجهي، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم.
قال: فتحول فوقع في رأس سوطي كالقنديل المعلّق؛ فأسلم على يده ناس قليل.
(١) انظر القصة كاملة في السيرة ١/ ٣٧٤ - ٣٧٧، وطبقات ابن سعد ٢٠٩ - ٢١٠، وفيهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أخبر عمه أبا طالب بأن الأرضة قد فعلت بالصحيفة ما ذكر، فأخبر أبو طالب قريش، فطلبوها فوجدوها كما أخبر صلى الله عليه وسلم.