وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، رفع إليه سريره حتى رآه، وقيل: لأنه كان عند الكفار الذين لا يصلّون عليه، فلذلك صلى عليه (١).
[[الصلاة على القبر]]
وقد روى الصلاة على القبر تسعة من الصحابة: أبو هريرة، وابن عباس، وأنس، وبريدة، وزيد بن ثابت، وعامر بن ربيعة، وأبو قتادة، وسهل بن حنيف، وعبادة بن الصامت، وحديثه مرسل، كذا قاله السهيلي.
وزيد عليه: يزيد بن ثابت، وعقبة بن عامر، وأبو سعيد الخدري،
(١) الصلاة على النجاشي ثابتة في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث والسير، فأخرج البخاري في الجنائز، باب الصفوف على الجنازة (١٣١٨) عن أبي هريرة رضي الله عنه: نعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه النجاشي، ثم تقدم فصفوا خلفه، فكبر أربعا. وأخرجه مسلم في الجنائز، باب التكبير على الجنازة (٩٥١) وأخرجاه أيضا من حديث جابر رضي الله عنه. وأما رفع سريره حتى رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة: فقد ذكره السهيلي في الروض ٢/ ٩٤ قال: نعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس في اليوم الذي مات فيه، وصلى عليه بالبقيع، رفع إليه سريره بأرض الحبشة حتى رآه وهو بالمدينة فصلى عليه. وانظر أسباب النزول للواحدي /٩٣/، وتفسير البغوي ١/ ٣٨٨ عند قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ. . [آل عمران:١٩٩]. وأما قول المصنف الأخير: إنه صلى عليه لأنه عند الكفار الذين لا يصلون عليه. فهذا تحليل فقهي، أورده الفقهاء ردا على من أثبت الصلاة على الميت الغائب وهو الإمام الشافعي رحمه الله. (انظر تفسير القرطبي ٢/ ٨٢ عند قوله تعالى: وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ. . [البقرة:١١٥].