للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك أنه بلغه صلى الله عليه وسلم أن الروم تجمعت بالشام مع هرقل (١).

فقال قوم من المنافقين: لا تنفروا في الحر. فنزلت: {وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ} [التوبة:٨١] الآية (٢).

[[إنفاق عثمان رضي الله عنه]]

وأنفق عثمان رضي الله عنه فيها نفقة عظيمة، وروي أنه حمل على تسعمائة بعير ومائة فرس بجهازها (٣).

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض» (٤).


(١) هذا هو السبب الذي ذكره الواقدي وابن سعد وغيرهما، وأخرج البيهقي في الدلائل ٥/ ٢٥٤ وعزاه الحافظ في الفتح ٧/ ٧١٥ إلى أبي سعد النيسابوري في شرف المصطفى أيضا، وحسّن إسناده مع كونه مرسلا: أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقا أنك نبي، فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر، وأرض الأنبياء. فصدق ما قالوا، فغزا غزوة تبوك، لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله عز وجل آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها. . . [الإسراء:٧٦]، فأمره الله عز وجل بالرجوع إلى المدينة وقال: فيها محياك ومماتك، ومنها تبعث. .
(٢) انظر في سبب نزولها هذا: تفسير الطبري ١٠/ ٢٠١، والبغوي ٢/ ٣١٥، والدر المنثور ٤/ ٢٥٥ - ٢٥٦.
(٣) كذا أيضا في جوامع السيرة/٢٥٠/، والدرر ٢٣٨ - ٢٣٩. وفي السيرة ٢/ ٥١٨ عن ابن هشام أن عثمان أنفق ألف دينار. وأضاف إليها ابن الأثير في الكامل ٢/ ١٤٩: وثلاثمائة بعير. وفي الرياض النضرة ٣/ ١٧ عن قتادة: ألف بعير وسبعين فرسا.
(٤) بهذا اللفظ: أخرجه ابن هشام في السيرة ٢/ ٥١٨، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١/ ٢٩٨، وعزاه المحب الطبري في الرياض ٣/ ٢٨ و ٣٠ إلى أبي-

<<  <   >  >>