للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[المهتدي بالله]]

وبويع المهتدي أبو عبد الله محمد بن الواثق (١).

وكان متظاهرا بالدين على منهاج الخلفاء الراشدين (٢)، إلا أنه لم يوفق في الوزير والحاجب والقاضي (٣).

كانت خلافته: أحد عشر شهرا، وتسعة عشر يوما (٤).


(١) هكذا كناه الطبري والمسعودي وابن الأثير، وقدم عليها الخطيب وابن الجوزي والذهبي: (أبا إسحاق).
(٢) مدحوه كثيرا، فقال المسعودي ٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨: وبنى المهتدي قبة لها أربعة أبواب، وسماها قبة المظالم، وجلس فيها للعام والخاص للمظالم، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وحرّم الشراب، ونهى عن القيان، وأظهر العدل، وكان يحضر كل جمعة إلى المسجد الجامع، ويخطب الناس ويؤم بهم. فثقلت وطأته على العامة والخاصة بحمله إياهم على الطريق الواضحة، فاستطالوا خلافته، وسئموا أيامه، وعملوا الحيلة حتى قتلوه. وقال الخطيب ٣/ ٣٤٨ و ٣٥٠: وروي عنه أنه لم يزل صائما منذ جلس للخلافة إلى أن قتل. وقال ابن حزم/٣٧٤/: وكان رحمه الله إمام عدل. وقال ابن الجوزي في المنتظم ١٢/ ٨١: كان المهتدي من أحسن الخلفاء مذهبا، وأجملهم طريقة، وأظهرهم ورعا، وأكثرهم عبادة، وأسند الحديث.
(٣) قال ابن دقماق/١٢٧/: كان عنده وزير وقاض وحاجب يظلمون، ويحوزون الدنيا، ولا ينظرون إلى الآخرة، وكانوا سببا لقتله، فكان أمراؤه خرجوا عليه لظلم الوزير والقاضي والحاجب. قلت: ذكروا له من الوزراء: جعفر بن محمود الإسكافي، لكنه صرفه ونفاه، ومن الحجاب: صالح بن وصيف الذي اتهم بدم المعتز وسلب أموال أمه قبيحة، ثم قتل هذا شر قتلة، وذكروا له من القضاة: الحسن بن أبي الشوارب، فعزله وحبسه. كذا سماهم الأزدي في أخبار الدول المنقطعة/١٩٧ - ١٩٨/، وانظر الوافي بالوفيات ٥/ ١٤٦.
(٤) اقتصر ابن حبيب، والمسعودي، وابن حزم على الشهور فقط، وقال الطبري-

<<  <   >  >>