للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال جبريل: أبشر يا محمد، فأنا جبريل أرسلت إليك، وأنت رسول هذه الأمة. ثم أخرج لي قطعة نمط (١)، فقال: اقرأ. فقلت: والله ما قرأت شيئا قطّ. فقال: {اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى قوله: {يَعْلَمْ}.

[[أول وضوء وأول صلاة]]

ثم قال: انزل عن الجبل، فنزلت معه إلى قرار الأرض، فأجلسني على درنوك (٢)، وعليه ثوبان أخضران (٣)، ثم ضرب برجله الأرض، فنبعت عين ماء، فتوضأ منها جبريل، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ كذلك، ثم قام فصلى بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف جبريل عليه السلام.

وجاء عليه الصلاة والسلام إلى خديجة، فأمرها فتوضأت، وصلى بها كما صلى به جبريل (٤).

فكان ذلك أول فرض الصلاة، ركعتين ركعتين، ثم إن الله تعالى أقرّها في السفر كذلك، وأتمّها في الحضر (٥).


= يقرن به غير جبريل. وعزاه ابن كثير ٣/ ٤ - ٥ إلى الإمام أحمد، وصحح إسناده إلى الشعبي.
(١) في السيرة: نمط من ديباج، والنمط-كما في النهاية-: الأنماط: هي ضرب من البسط له خمل رقيق، واحدها: نمط.
(٢) الدرنوك: مثل النمط. وعزا السهيلي ١/ ٢٧١ هذه اللفظة إلى سير سليمان بن المعتمر، وأوردها ابن كثير ٣/ ١٣ عن موسى بن عقبة عن الزهري عن سعيد بن المسيب.
(٣) هذه العبارة نقلها في تاريخ الخميس ١/ ٢٨٣ عن مغلطاي.
(٤) انظر في هذا النص: السيرة ١/ ٢٣٦ و ٢٣٧ و ١/ ٢٤٤، والطبري ٢/ ٣٠٠ - ٣٠٧.
(٥) هكذا في السيرة ١/ ٢٤٣ من قول عائشة رضي الله عنها. وأخرجه البخاري أول

<<  <   >  >>