للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجحفة (١).

[[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار]]

وبعد مقدمه لخمسة أشهر-وقال أبو عمر: بثمانية (٢) -آخا بين


(١) السيرة ١/ ٥٨٨ - ٥٨٩. وأخرجه البخاري في فضائل المدينة، باب (١٢) حديث (١٨٨٩)، ومسلم في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها (١٣٧٦). والجحفة قرية على الطريق بين مكة والمدينة، وهي ميقات أهل مصر والشام إذا لم يمروا على المدينة، وقال ياقوت: وكان اسمها مهيعة، وإنما سميت الجحفة لأن السيل اجتحفها، وهي الآن خراب. أقول: ولم أعثر في علة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لنقل وباء المدينة إلى الجحفة، إلا ما ذكره الإمام النووي في شرح مسلم ٩/ ١٥٠: قال الخطابي وغيره: كان ساكنو الجحفة في ذلك الوقت يهودا. وقال: وقال برهان الدين الحلبي في سيرته المسماة بإنسان العيون ٢/ ٨٥: واستشكل حينئذ جعلها ميقاقا للإحرام، وقد علم من قواعد الشرع أنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر بما فيه ضرر. وأجيب: بأن الحمى انتقلت إليها مدة مقام اليهود بها، ثم زالت بزوالهم من الحجاز أو قبله حين التوقيت بها.
(٢) الذي في الاستيعاب ١/ ٤٢ هو الأول، وقال في الدرر ص/٨٨/: بعد بنائه المسجد، وقيل: والمسجد يبنى. وأما الثمانية: فقد ذكرها صاحب الإمتاع ١/ ٤٩ - ٥٠ في موضعين دون عزو. وقال ابن قتيبة في المعارف ص ١٥٢: بعد خمسة أشهر من وقت إتمام الصلاة. وفي سيرة ابن حبان ص/١٤٦/: في رمضان. وذكر الحافظ في الفتح ٧/ ٣١٧ عدة أقوال، وليس فيها مما ذكرت إلا قول أبي عمر، والله أعلم. أقول: وبمناسبة ذكر المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين بعد الهجرة، فقد ذكر ابن حبيب في المحبر ٧٠ - ٧٢ وأبو عمر في الدرر/٩٢/: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين أنفسهم قبل الهجرة في مكة. وأوردها الحافظ من وجوه أخرى في معرض رده على ابن تيمية رحمه الله الذي أنكرها (انظر فتح الباري عند شرحه لباب (كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه) من كتاب مناقب الأنصار).

<<  <   >  >>