(٢) المشهور عند الجمهور: أنهما في ليلة واحدة، وهذا قول القاضي عياض ٢/ ٣٨٠. وقيل: وقعا في ليلتين مختلفتين. انظر فتح الباري ١/ ٥٤٨ أول كتاب الصلاة. (٣) الأكثر أنهما كانا بالروح والجسد يقظة لا مناما. قال القاضي ٢/ ٤١٩: وذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه إسراء بالجسد، وفي اليقظة، وهذا هو الحق. وقال ٢/ ٤٢١: وقالت طائفة: كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح، واحتجوا بقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. فجعل المسجد الأقصى غاية الإسراء. . ثم ساق براهين على رد هذا القول استهلها بقوله: والحق من هذا والصحيح إن شاء الله: أنه إسراء بالجسد والروح في القصة كلها، وعليه تدل الآية وصحيح الأخبار والاعتبار، ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل، إلا عند الاستحالة، وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة، إذ لو كان مناما، لقال: بروح عبده. وقوله تعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى. ولو كان مناما لما كانت فيه آية ولا معجزة، ولما استبعده الكفار، ولا كذبوه فيه، ولا ارتد به ضعفاء من أسلم وافتتنوا به، إذ مثل هذا في المنام لا ينكر. وانظر-