للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبذي الحليفة-ويقال: الجحفة-لقيه عمه العباس ومعه عياله، فأرسلهم إلى المدينة، وانصرف مع النبي صلى الله عليه وسلم (١).

ولقيه أيضا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، بالأبواء، وقيل: بين السّقيا والعرج. وقال ابن حزم:

بنيق العقاب. فأسلما (٢).

فلما نزل مرّ الظهران رقّت نفس العباس لأهل مكة، فخرج ليلا راكبا بغلة النبي صلى الله عليه وسلم لكي يجد أحدا فيعلم أهل مكة بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم ليستأمنوه، فسمع صوت أبي سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، فأركب أبا سفيان خلفه، وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وانصرف الآخران ليعلما أهل مكة.

ونادى مناديه عليه الصلاة والسلام: من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن إلا المستثنين.


(١) قال ابن هشام ٢/ ٤٠٠: لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله، وقد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنه راض فيما ذكر ابن شهاب الزهري. وقال البلاذري ١/ ٣٥٥: لقيه بذي الحليفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هجرتك يا عم آخر هجرة، كما أن نبوتي آخر نبوة».
(٢) أما أبو سفيان بن الحارث: فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، وشبيهه في الشكل، وكان رضي الله عنه ممن كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه، ويؤذي المسلمين. وأما عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة: فهو صهر النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عمته عاتكة، وأخو أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان شديدا على المسلمين، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا). والأسماء التي ذكرها المصنف: قرى ومواضع على الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة. وانظر قول ابن حزم في جوامع السيرة/٢٢٧/.

<<  <   >  >>