للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بغلته (١)، واستقبل بها وجوه الكفار، فلم يبق عين إلا دخل فيها من ذلك التراب (٢)، فأنزل الله تعالى: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى} (٣).

وقال عليه الصلاة والسلام: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» (٤). خصه بالذكر لرؤيا رآها عبد المطلب، كانت مشهورة عند العرب، دالة على نبوته صلى الله عليه وسلم (٥).


(١) روى أبو القاسم البغوي، والبيهقي، وأبو نعيم، وابن عساكر عن شيبة بن عثمان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: «يا عباس ناولني من الحصباء». قال: وأفقه الله تعالى البغلة كلامه، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البطحاء، فحثا وجوههم، وقال: شاهت الوجوه، حم لا ينصرون. (السبل ٥/ ٤٧٨ - ٤٧٩).
(٢) في صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل وجوههم، فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين.
(٣) الآية (١٧) من سورة الأنفال، ولم أجد أحدا من المفسرين ذكرها في غزوة حنين، ويتفقون على أنها نزلت في بدر (انظر: الطبري، والبغوي، وزاد المسير، وابن عطية، وابن كثير، والدر المنثور). لكن قال ابن عطية ٨/ ٣٣ بعد أن ذكرها في غزوة بدر: وهذه الفعلة أيضا كانت يوم حنين بلا خلاف. وكذا قال ابن كثير ٢/ ٣٠٨، ثم إني وجدت ابن عبد البر في الدرر/٢٢٦/ يذكرها في غزوة حنين، والله أعلم.
(٤) أخرجاه في الصحيحين: البخاري في المغازي، باب قوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ. . (٤٣١٥)، ومسلم في الجهاد والسير، باب غزوة حنين ١٢/ ١١٨.
(٥) كذا قال النووي في شرحه على مسلم ١٢/ ١١٩ - ١٢٠، وفيه أيضا: أن سيف بن ذي يزن كان قد أخبر عبد المطلب أنه سيظهر من صلبه نبي سيكون شأنه عظيما، وكان هذا مشتهرا عندهم. وأما عن انتسابه لعبد المطلب دون أبيه-

<<  <   >  >>