للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسلمة بالعقر (١).

وتوفي بالبلقاء عشقا، ولا يعلم خليفة مات بذلك غيره، في شعبان (٢) سنة خمس ومائة بعد موت قينته حبّابة بأيام يسيرة (٣).


(١) في المطبوع: (بالقصر). تصحيف. والعقر: موضع قرب كربلاء. ذكره ياقوت وذكر معه مقتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وكان سليمان بن عبد الملك قد ولى يزيد على العراق ثم خراسان، فلما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله وضع يزيد هذا في السجن لأنه كان جبارا وظالما، وطالبه بمال كان قد كتب به إلى سليمان، ثم إنه لما مرض عمر، فر من السجن خوفا من يزيد بن عبد الملك، وكان قد أساء معاملة أصهاره، فغلب ابن المهلب على البصرة، وطرد أصحاب يزيد الخليفة بعد قتال عنيف، فلما سلمت له البصرة جمع أهلها وخطبهم ودعاهم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وزعم أن جهاد أهل الشام أعظم ثوابا من جهاد الترك والديلم، ثم إن يزيد بن عبد الملك بعث بجيشه إليه بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك ومعه أخوه الآخر العباس بن عبد الملك، فانتصرا على ابن المهلب وقتلاه. انظر التفصيل في تاريخ الطبري ٦/ ٥٢٣ - ٦٠٤، والكامل ٤/ ٣٢٥ - ٣٤٥. وقال الذهبي في العبر ١/ ٩٣: ونصب يزيد رايات سوداء، وتسمّى بالقحطاني وقال: أدعو إلى سيرة عمر بن الخطاب، فجاء مسلمة وحاربه ثم قتل في صفر سنة اثنتين ومائة.
(٢) حرفت في المطبوع إلى: شوال.
(٣) كانت له قينتان: الأولى سلاّمة-بتشديد اللام-القس، والثانية حبّابة: مشددة الباء الأولى كما في القاموس. وقال ابن الأثير في الكامل ٤/ ٣٦٩: بتخفيفها، وتبعه ابن كثير في البداية ٩/ ٢٤٢ وصححه. وكان اسمها العالية، فسماها يزيد لما اشتراها حبابة (انظر الأغاني ١٥/ ١٢٢). ووصفوا هذه الأخيرة بالحسن والجمال والظرف والغناء والضرب على العود، فذهبت بلبّه وشغف بها، فلما ماتت جزع عليها جزعا شديدا، فما أقام بعدها إلا خمسة عشر يوما حتى مات فدفن إلى جانبها. وانظر تفصيلا أكثر في الأغاني ١٥/ ١٤٤، والكامل ٤/ ٣٦٧ - ٣٦٨، والبداية ٩/ ٢٤٢.

<<  <   >  >>