للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوفي وهو محرم ببئر ميمون سنة ثمان وخمسين (١).

وكان فقيها، محدثا، كاتبا، بليغا، حافظا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، جماعا للأموال، فلذلك لقب أبا الدوانيق (٢).

قال ابن حزم: لما ادعت فيه الراوندية الإلهية خرج إليهم بنفسه، فقتلهم كلهم (٣).

وبنى بغداد، وهدم الدور التي بفناء البيت الحرام (٤).


(١) على الاتفاق، وذلك قبل يوم التروية، وبئر ميمون بمكة في أعلاها بالأبطح، وقال ياقوت: وعندها قبر أبي جعفر المنصور. قلت: وكان له من العمر ثلاث وستون سنة.
(٢) يعني أنه كان بخيلا، والدانق: سدس الدرهم، ويعبر به عن القلة القليلة. وقال الذهبي في السير ٧/ ٨٣: لقب بذلك لتدنيقه، ومحاسبته الصناع لما أنشأ بغداد. وانظر قصة ذلك: ابن عساكر ١٣/ ٣١٤ (م). وعن علمه ودينه وسيرته: تاريخ بغداد ١٠/ ٥٣ - ٦١ بالإضافة للمصدرين السابقين. وقال الفاسي في العقد الثمين ٥/ ٢٤٩: وكان المنصور كاملا في الرأي، والعقل، والدهاء، والحزم، والعزم، ذا هيبة وجبروت، وسطوة وظلم، وعلم وفقه وشجاعة، يخالط آية الملك بزي النساك، بخيلا بالمال إلا عند النوائب.
(٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل ٥/ ٤٩. والراوندية جماعة من أهل خراسان، يقولون بتناسخ الأرواح ويزعمون أن روح آدم عليه السلام حلت في عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو أبو جعفر المنصور، وأن الهيثم بن معاوية جبرئيل. وكانوا يأتون قصر المنصور ويطوفون به، ويقولون: هذا قصر ربنا. (انظر خبرهم وقتلهم في الطبري ٧/ ٥٠٥ - ٥٠٨).
(٤) أما بغداد: فبناها المنصور سنة خمس وأربعين ومائة، حيث أحضر لها المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والمساحة والصناع والنجارين والحدادين وغيرهم، ثم اختطها وجعلها مدورة، وسماها مدينة السلام، وانظر في التعريف بها: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي الجزء الأول، وتاريخ الطبري ٧/ ٦١٤. -

<<  <   >  >>