للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدا على أبيه لا يبلّغه سؤلا، ولا يمتعه بدنياه إلا قليلا، فلم يقم المنتصر بعد أبيه سوى ستة أشهر (١).

كان يسيء إلى العيال ويبخل، فسمه بعضهم في كمثرى، وقيل:

أصابته الذبحة، وقيل: أصابه ورم في معدته، وقيل: فصد بمبضع مسموم (٢).

وكانت له حدبة (٣).

ورأى أباه في النوم فقال له: ويلك يا محمد، قتلتني وظلمتني، والله لا تمتعت بالخلافة إلا أياما يسيرة، ثم مصيرك إلى


(١) يقول الطبري في تاريخه ٩/ ٢٥٢ عند الحديث عن وفاة المنتصر: ولم أزل أسمع الناس حين أفضت إليه الخلافة من لدن ولي إلى أن مات يقولون: إنما مدة حياته ستة أشهر، مدة شيرويه بن كسرى قاتل أبيه، مستفيضا ذلك على ألسن العامة والخاصة. وروى الخطيب ٢/ ١٢٠ - ١٢١ قصة طريفة جرت للمنتصر في ذلك. وعادة الله: حكمته، سبحانه وتعالى.
(٢) انظر في سبب موته: الطبري ٩/ ٢٥١ - ٢٥٣، والمسعودي ٤/ ١٥٢ - ١٥٣، وعدّها ابن الجوزي في المنتظم ١٢/ ١٥ - ١٧: خمسة أقوال. وأما عن قول المصنف: كان يسيء إلى العيال ويبخل. فهكذا أيضا قال الأزدي في الدول المنقطعة/١٨٨/، وابن دقماق في الجوهر الثمين/١٢٠/، لكن الذي وصفوه بخلاف ذلك، حتى قال المسعودي ٤/ ١٥٤: وكان المنتصر واسع الاحتمال، راسخ العقل، كثير المعروف، راغبا في الخير، سخيا، أديبا، عفيفا، وكان يأخذ نفسه بمكارم الأخلاق، وكثرة الإنصاف، وحسن المعاشرة، بما لم يسبقه خليفة إلى مثله. وأضاف ابن الأثير ٦/ ١٤٩ إلى هذا: أنه أمّن العلويين، وأطلق وقوفهم، وسمح بزيارة قبر علي والحسين رضي الله عنهما.
(٣) هكذا في (١) و (٣) والمطبوع، وفي (٢): وكانت له (حربة). ولم أدر ما يريد، ولم أجدها لأحد، والله أعلم. لكن ذكروا في وصفه: أنه أعين أقنى. . والأقنى من في أنفه احديداب، والله أعلم.

<<  <   >  >>