للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفيل (١)، خرج مع عمه أبي طالب إلى الشأم، حتى بلغ بصرى، فرآه بحيرا -واسمه جرجيس (٢) -فعرفه بصفته، فقال وهو آخذ بيده: هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقيل له: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة (٣)، لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان (٤) إلا لنبي، وإنا نجده في كتبنا. وسأل أبا طالب أن يردّه خوفا عليه من اليهود (٥).

وخرّج الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، أن في هذه السفرة أقبل سبعة من الروم يقصدون قتله عليه الصلاة والسلام، فاستقبلهم بحيرا، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: إن هذا النبي خارج في هذا الشهر. فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، فقال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه، هل


(١) يعني تاريخ خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشام، وانظر هذا القول في تاريخ دمشق قسم السيرة ١/ ١٠، وإمتاع الأسماع ١/ ٨، وقال المسعودي ٢/ ٣١٠، وأبو عمر ١/ ٣٤: ثلاث عشرة دون ذكر اليوم والشهر.
(٢) هكذا في الجميع، ويؤيده ما أثبته الصالحي في السبل ٢/ ١٩٥ عن الإشارة والزهر. وهو موافق لاسم النبي جرجيس عليه السلام، وفي مروج الذهب ١/ ٧٢ (سرجس). ونقلها عنه السهيلي ١/ ٢٠٥، والصالحي ٢/ ١٩٥، بينما ذكرها الحافظ عن المسعودي في الإصابة عند ترجمة بحيرا كما أثبتها المؤلف، والله أعلم. وأما (بحيرا) فرسمت هكذا بألف ممدودة، كما رسمت بألف مقصورة، وفي القاموس: بحيرى: اسم. وهكذا ضبطها صاحب المواهب ١/ ١٨٧ بألف مقصورة.
(٣) هكذا في (١) وهو ما عليه المصادر كما سوف أخرج، وفي (٢) و (٣): حين أشرفتم (به) من العقبة.
(٤) في (١): ولا (يسجدن)، وعند أبي نعيم: ولا (يسجد)، وفي المستدرك: ولا (تسجد) ويؤيد ما أثبته: رواية الترمذي، والله أعلم.
(٥) هذا الكلام هو من رواية الترمذي وأبي نعيم والحاكم كما سوف أخرج.

<<  <   >  >>