للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعليها ثياب مصبّغة (٤٦) وهي طفلة، فقال: «ما أحببت (٤٧) شيئا حبّي لها، وإني أحبّ لو قدمتها».فانصرفت عنه، ثم عدت إليه فأصبت الناس (٤٨) مجتمعين على بابه، فقلت: «ما للناس (٤٩)؟ » فقيل لي: «توفّيت ابنة البهلول» فدخلت إليه، فلما عزّيته وولّيت عنه، لحقني فقال لي: «سألتك بالله، لا تذكر لأحد ما كان مني ما دمت حيا»، يريد ما كان منه في تمنيه في صدر ذلك اليوم لموت ابنته، فقلت له: «والله لا ذكرته ما دمت حيا».

حدث (٥٠) أحمد بن إبراهيم، قال: «دفع بهلول دينارين إلى رجل وأمره أن يشتري له بهما زيتا من الساحل يستعذبه (٥١) له، فلما انتهى الرجل إلى الموضع سأل عن الزيت العذب فذكر له انه عند رجل نصراني، وليس بالموضع زيت أعذب منه، فانطلق إليه فسأله أن يبيع منه بالدينارين، وقال: إنما أردته للبهلول. فقال له النصراني: «فنحن نتقرب إلى الله بالبهلول كما تتقربون به إلى الله تعالى»، فأعطاه بديناريه من ذلك الزيت الذي ليس بالموضع أعذب منه مقدار ما يباع بأربعة دنانير من الزيت الدون (٥٢)، ثم قدم على بهلول فأخبره بجميع ما صنع مع النصراني، وما سمح له به، وما قال له. فقال له البهلول: «قد قضيت حاجة فاقض الأخرى: اردد عليّ الدينارين. فقال له الرجل: «ولم، أصحك الله؟ » قال: «ذكرت قول الله عزّ وجلّ: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُاادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) (٥٣)، فخشيت أن آكل من زيت النصراني فتحدث له مودة في قلبي، فأكون ممن وادّ من حادّ الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير».


(٤٦) في الطبقات والمدارك: مصبوغة.
(٤٧) في الأصول: ما أحب. والمثبت من الطبقات والمدارك.
(٤٨) في الأصل: فإذا الناس. وأخذنا بما في (م) والطبقات والمدارك.
(٤٩) في الأصل: ما للناس مجتمعين. وقد رأينا الاستغناء عن كلمة «مجتمعين» كما في (م) والطبقات والمعالم.
(٥٠) الخبر في الطبقات ص ٥٦ - ٥٧، والمدارك ٩٨: ٣ والمعالم ٢٦٨: ١.
(٥١) في الطبقات: ويستعذبه.
(٥٢) عبارة الطبقات: من الزيت الدنيء. وفي المدارك: من دنيء الزيت.
(٥٣) سورة المجادلة آية ٢٢.