للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبد الأبد مع الحميم والزقوم ومقطعات النيران».واذكر قوله: «السلام عليك يا وليّ الله تعالى، ارحل من هذه الدار إلى نعيم مقيم أبد الأبد مع المتقين الأبرار، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. أبشر بسندس وحرير وحور عين. لم يبق أحد إلا وهو راض عنك محب لك لرضى الله تعالى عنك ومحبته لك. لو رأيت يا وليّ الله ما أعدّ لك (٧٢)! لم تبال ما أصابك. قد بكت عليك الملائكة المقربون، وموضع مصلاك في الأرض باب (٧٣) من السماء كان ينزل منه رزقك ويصعد منه عملك. قد بكت عليك الملائكة من شدة كربك، ولا كرب عليك بعد اليوم. هذا وقد استبشرت بلقائك اليوم الملائكة واصطفت صفوفا لتشيعك إلى قبرك.

أبشر بروح وريحان ورب غير غضبان، فما تخرج روح ولىّ الله إلا فرح مسرور».فقد كان ينبغي لك أن تعمل لهذه الصفة لعلك أن تدركها (٧٤)، وتحذر من الأخرى لعلك أن تنجو منها. ما بالك يا هذا كأنك في شك من الموت؟ أين أبوك وأمك؟ أين الأهل، أين القرابة؟ فانظر لنفسك وعاجل الندم بالتوبة قبل أن يقع الندم منك حين لا ترحم لك عبرة ولا تقال لك عثرة. ما قولك إذا وقفت بين يديه وقال لك:

«عبدي، أتعرف ذنب كذا يوم كذا؟ عبدي، ألم أحذرك نقمتي وشدة سلطاني؟ ألم أخبرك أني منتقم ممن عصاني؟ فما جوابك عليّ؟ أكل هذا استخفافا بحقي وجرأة عليّ؟ فوعزتي وجلالي وارتفاع مكاني وقدرتي على جميع خلقي، لا يجاورني من عصاني! وعزتي لأنتقمن اليوم لنفسي! فما قولك يومئذ وقد طاشت الأحلام وانكسرت الألسن؟ وفقنا الله وإياكم، وأعاننا على أهوال ذلك اليوم. وتماسكنا بهذه الدار وسكناها وحبها من أعظم البلاء علينا. أما سمعته يقول في كتابه: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْاالِ وَالْأَوْلادِ (٧٥) إلى قوله تعالى: (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْاانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ)؟ (٧٥) وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ، آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ،


(٧٢) تكررت ههنا عبارة: «لو رأيت يا ولي الله ما اعد لك».وقد رأينا حذفها.
(٧٣) في الأصل: وباب.
(٧٤) تكررت هنا في الأصل عبارة «فقد كان ينبغي ... تدركها».
(٧٥) سورة الحديد آية ٢٠.