للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليّ بن حميد. فمضى ذلك الرجل إلى عليّ بن حميد فأخبره، فأمر عليّ بن حميد بحل الطابع-وذلك أن عليّ بن حميد هذا [كان] (١٢) من دولة بني الأغلب بمحلّ الوزارة ورفيع الرئاسة، حتى كان بنو الأغلب يدعونه «العم» -فمضى الرجل المطبوع [له] (١٣) إلى أحمد ابن أبي محرز وهو جالس في مجلس قضائه بجامع القيروان فأخبره بذلك.

فغضب القاضي وضم (١٤) ديوانه (١٥) ومضى إلى داره، وأخذ سجلّ ولايته ومضى إلى القصر (١٦) القديم نصف النهار وقت قائلة الأمير زيادة الله، فوافق مسرورا (١٧) الحاجب وسأله الإذن على الأمير، فمنعه من ذلك وقال: «ليس هذا وقت إذن» فقال له أحمد القاضي: «وتمنعني من بابه؟ » فقال له: «لا أمنعك ولا آمرك» فأتى أحمد القاضي إلى باب قصر زيادة الله فقرع حلقته، فخرجت والدة زيادة الله من مقصورتها فزعة، فقيل لها: «القاضي أحمد يريد الإذن [على] (١٨) الأمير لأمر أهمه».

فأتت إلى مقصورة زيادة الله وهو نائم على سريره مع بعض حرمه، فحركت حلقة الباب، [فقال] (١٨) الأمير: «من هذا؟ » فقالت: «الوالدة» فقال: «وما حاجتك؟ » فقالت: «القاضي بالباب، وذكر أنه أتى في أمر دهمه» فأذن له بالدخول عليه، [فدخل، وسلم] (١٨) عليه بالإمارة وقص عليه قصته وقال: «هذا سجلّك، فإن رأيت أن تعافيني فإن الله تعالى يجزل مثوبتك» فكان جوابه: [لا تغضب] (١٩)، اجلس خارج القصر حتى أريك ما أفعله».

قال: [فخرج] (١٩) أحمد إلى سقيفة القصر وقام زيادة الله فاغتسل ولبس ثيابه


(١٢) زيادة يقتضيها السياق.
(١٣) زيادة من (م).
(١٤) في الأصل: واحتم. والمثبت من (م) والمعالم.
(١٥) عبارة (م): وضم ديوانه في قمطره.
(١٦) في الأصل: قصر. بدون تعريف. والمثبت من (م). وفي المعالم: قصر الأمير القديم. وهو خطأ، وتصرف سيء في النصّ. والقصر القديم، ضاحية من ضواحي القيروان اتخذها بنو الأغلب مقرا لدولتهم قبل انتقالهم إلى رقادة. تقدم تعريفنا بها.
(١٧) في الأصل: مسرور. والمثبت من (م) والمعالم.
(١٨) موضع خرق بالأصل أكملناه من (م) والمعالم.
(١٩) زيادة من (م) والمعالم.