للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يرضى الله سبحانه، فإنه يرضى عنك. وآثر رضى الله عزّ وجلّ على رضى عباده، ولا ترض عباد الله بسخطه، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وأنزل كتابي هذا منك بمنزلة من مرض أبوه (٣٤) فهو يسقيه من الدواء ما يكره رجاء منفعته وهو به بار وعليه شفيق (٣٥). والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

وذكر (٣٦) عنه أنه كانت له تسعة أسرة لكل سرير سرية. وكانت له سرية يقال لها «أم مدام».فكان عندها يوما من بعض الأيام، فقال لها: «ما عندك الليلة يا أم مدام؟ » فقالت: «زوج فراخ» فقال: «اصنعيهما لنا الليلة»، ففعلت ذلك وقد أخذ فيما هو فيه من التأليف في كتاب يرد فيه على بعض المخالفين، فاشتغل في ذلك إلى الليل، فلما حضر الطعام استأذنته فقال لها: «أنا مشغول الساعة».فلما طال ذلك عليها أقبلت تلقمه الطعام إلى أن أتى على الفرخين، ثم تمادى فيما هو فيه إلى [أن] (٣٧) أذن في الجامع لصلاة الصبح، فقال لها: «يا أم مدام، شغلنا عنك الليلة، قرّبي ما عندك من الطعام»، فقالت: «قد والله يا سيدي أطعمته لك» فقال: «ما شعرت بذلك» لشغله وتعلق قلبه بما كان فيه من التأليف.

وقال أبو الحسن القابسي: سمعت عيسى بن مسكين يقول: بينا نحن مع سحنون إذ أقبل ولده محمد، فنظر إليه سحنون ثم نظر إلينا فقال (٣٨): [أي فتى لولا أنّ عمره قصير، ثم أقبل ولده جعفر، فنظر إليه ثم نظر إلينا فقال] (٣٩): «ليس كل فراخ العش تطير».

وحضر (٤٠) محمد بن سحنون يوما عند عليّ بن حميد الوزير، وكان عليّ يبغيه، وكان يجل محمدا ويعظمه ويكبره، وكان في مجلسه جماعة ممن يحسن المناظرة،


(٣٤) كذا في الأصل.
(٣٥) في الأصل: وهو به بارا وعليه شفيقا.
(٣٦) الخبر في المدارك ٢١٧: ٤ والمعالم ١٢٧: ٢.
(٣٧) زيادة من المدارك.
(٣٨) في الأصل: ثم قال. والمثبت من (م).
(٣٩) زيادة من (م).
(٤٠) الخبر في المعالم باختصار وتصرف.