كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة - ٢٢٨ - أبو الفضل عباس بن عيسى بن العباس الممسي (¬*) - ج: 2 - ص: 303

عليك أبا الفضل استباق (١٢٣) دموعي ... وشغلي بأنواع الأسى وولوعي

وناران: نار في المآقي من البكا ... ونار من الأشجان بين ضلوعي

على طاهر الأخلاق عف (١٢٤) مبرّئ (١٢٥) ... من السوء محمود بكل صنيع

أديب أريب (١٢٦) ماجد متكرم (١٢٧) ... حليم وقور الجانبين بديع

/على سنّة الإسلام عاش كأنما ... يقابله منها انفلاق صديع

منوع من الفحشاء والإثم نفسه ... وليس لباغي فضله بمنوع

بنفسي صريع جالت (١٢٨) الخيل حوله ... بمعترك الأبطال أي صريع (١٢٩)

قضى نحبه بين الأسنّة والظبى ... شهيدا مع العبّاد غير جزوع

وظل إلى دار العلى متطلعا ... يناجي إليها نفسه بطلوع

وضمّخ في مثل الخلوق بطعنة ... كست صدره المحمود ثوب نجيع

ومدّ يمينا كان معتمدا بها ... لطول سجود أو لطول ركوع

وقلب طرفا طال ما بات ساهرا ... بمحرابه (١٣٠) يذري وكيف (١٣١) دموع

وما مات حتى بشّر (١٣٢) الحور باسمه ... وعاينّه في صحة وهجوع

وأشرفن من أعلى الجنان تشوّقا ... ونادين فارتاح ارتياح سميع

/ولو قيل: بع بعض الذي نلت بالذي ... تركت لكان البعض غير مبيع

ولست (١٣٣) له أبكي ولكن لمعشر ... أصيبوا به من مفرد (١٣٤) وجميع

---

(١٢٣) في (ب): استيناف، وفي «شعراء افريقيون» انسياق.
(١٢٤) عف، سقطت من «شعراء افريقيون».
(١٢٥) في (ق): مرل. بدون إعجام
(١٢٦) في (ق): مريب، والمثبت من (ب).
(١٢٧) في (ب): كريم.
(١٢٨) في المجمل: حالت
(١٢٩) في (ق): لي صريع
(١٣٠) في (ب): لمحرابه
(١٣١) في (ب): وكف
(١٣٢) في (ب): بشرت
(١٣٣) في «شعراء افريقيون»: لطت.
(١٣٤) في المجمل: فرد. الراء مشددة.