للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عملوا صالحاً، وأكلوا طيباً، وقدموا فضلاً لم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يجزعوا من ذلها، أخذوا صفوها، وتركوا كدرها، واللَّه ما تعاظمت في أنفسهم حسنة عملوها، ولا تصاغرت في أنفسهم سيئة أمرهم الشيطان بها (١).

قوله: ولا نفرط في حب واحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، وحبهم دين وإيمان وإحسان.

يقصد بذلك الرد على الروافض والنواصب: فإن الرافضة يكفِّرون أصحاب رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويعتقدون أنهم كفروا إلا ثلاثة منهم، بل يعتقدون أنه لا ولاء إلا ببراء: أي لا يتولَّى أهل البيت حتى يتبرَّأ من أبي بكر وعمر؛ وأهل السنة يوالونهم كلهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، والرافضة يغلون في علي ويرفعونه فوق منزلته، أما النواصب: فإنهم يسبون عليًّا، ويبغضون آل بيت رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (٢).

قال ابن أبي العز الحنفي: «فمن أضل ممن يكون في قلبه غل على خيار المؤمنين، وسادات أولياء اللَّه بعد النبيين؟ ! بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى؛ وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا:


(١) الجامع لشعب الإيمان للبيهقي (١٥/ ١٤٤) برقم ١٠١٤٩، وقال محققه: إسناده لا بأس به.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ص: ٥٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>