للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة السادسة والثلاثون

شرح حديث: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» (١)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..

روى الخطيب في تاريخ بغداد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ» (١).

هذا حديث عظيم، اشتمل على حكم وتوجيهات وحقائق، أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فقد اشتمل هذا الحديث العظيم على مسائل:

الأولى: أن بذل الجهد في تحصيل العلم والحرص عليه وسيلة مضمونة لحصوله، فبالتعلم يُنال العلم. والتعلم: هو إتعاب الجسد، والعزم الصادق، وإخلاص النية، فإذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة تحقق بها المراد قطعًا، قال يحيى بن أبي كثير: «لا يستطاع العلم براحة الجسد»، وأخبار الأنبياء


(١) (٩/ ١٢٧)، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة برقم ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>