للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثانية والخمسون: شرح اسم الله الرزاق]

الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:

روى الإمامان البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (١).

ومن أسماء اللَّه الحسنى التي وردت في القرآن الكريم: الرَّزاق، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين (٥٨)} [الذاريات]. وقال تعالى: {وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِين (١١٤)} [المائدة].

قال الخطابي: الرزاق هو المتكفل بالرزق والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته، فلم يختص بذلك مؤمناً دون كافر، ولا ولياً دون عدوٍ يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيل له ولا مُكتسب فيه كما يسوق إلى الجلد القوي ذي المرة السوي، قال سبحانه: {وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} [العنكبوت: ٦٠] (٢). وقال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَاّ


(١) ص: ٥٢٦ برقم ٢٧٣٦.
(٢) شأن الدعاء ص: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>