للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثلاثون: صلاة الاستسقاء]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

فإنه لا حياة للعالم على وجه الأرض إلا بالماء، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: ٣٠]. وبدونه هلاك العالم، وانعدام الحياة، وطلبه من الله تعالى القادر على منحه ومنعه هو الاستسقاء، وكما أن في منعه ونقصه هلاكهم، فكذلك في زيادته، والله هو الذي يقدره لمصالح عباده، قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} [الشورى: ٢٧]. وقد شرع الاستسقاء لهذا ولهذا، وهو سنة الماضين واللاحقين، فالقلوب السليمة، والفطرة المستقيمة، تعلم أنه لا غنى لها عن الله، تستغيث به، فيغيثها، ويكشف ضرها، قال تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة: ٦٠].

«وشرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الاستسقاء عند حصول الجدب، وتأخر نزول المطر عن وقته، واستسقى النبي صلى الله عليه وسلم على وجوه متعددة.

الوجه الأول: يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته، وقال: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَسْقِنَا، اللَّهُمَّ أَسْقِنَا» (١).


(١) صحيح البخاري برقم (١٠١٣) ورقم (١٠١٤)، وصحيح مسلم برقم (٨٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>