للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا سعد ابن معاذ! الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣]» (١).

٣ - معرفة الإنسان مدى مساحته من هذه الأخلاق يعرِّفه قدر نفسه، ومن عرف قدر نفسه استطاع أن يضعها في المكان اللائق بها.

٤ - بمعرفة المساحة في أخلاق الناس يستطيع المرء أن يختار من يصاحب ومن يجالس ومن يشارك، سواء كان ذلك مع نفسه أو في حال ربط الآخرين بعضهم ببعض، كالزواج ونحوه، ويكون ما قدره في هذه الأمور أقرب إلى الصواب وأنجح للحاجة وأسلم للعافية.

[الوقفة الرابعة]

معرفة المساحة في أخلاق الناس تشتد الحاجة إليها ويعظم الانتفاع بها في أحوال كثيرة، منها:


(١). صحيح البخاري برقم ٢٨٠٥، وصحيح مسلم برقم ١٩٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>