للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة الرابعة والستون: خطورة الاستهزاء بالدِّين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإن من الذنوب العظيمة التي تخرج فاعلها من دائرة الإِسلام وتوجب له الخلود في نار جهنم الاستهزاء بالله أو رسوله أو كتابه أو المؤمنين، وحيث إن الموضوع واسع المجال لمن أراد أن يتكلَّم فيه، رأيت إيجاز القول في العناصر التالية:

١ - تعريف الاستهزاء وذكر أمثلة لذلك.

٢ - حكم الاستهزاء وبيان الأدلة على كفر المستهزئين وأقوال أهل العلم في ذلك.

٣ - حكم توبة المستهزئ وهل تُقبل أم لا؟

٤ - صور من الاستهزاء في وقتنا المعاصر.

أما تعريفه: فإن الاستهزاء لغة: مصدر من قولهم استهزأ يستهزئ، وهو مأخوذ من مادة (هـ - ز - أ) التي تدل على السخرية، أو على مزح في خفية، أو على السخرية واللعب (١). اهـ.

قال بعض أهل العلم: ينقسم الاستهزاء إلى قسمين - الاستهزاء الصريح، كالذي نزلت الآية فيه، وهو قولهم: ما رأينا مثل قُرّائنا هؤلاء،


(١) ابن فارس في المقاييس (٦/ ٥٢)، مفردات الراغب (ص: ٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>