للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الخامسة والثلاثون: إن من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا]

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُون (١٥) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَاّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُون (١٦)} [هود].

قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}: أي من كان يقصد بعمل الآخرة عرض الدنيا وزينتها من مال، وولد، ومنصب، وغيرها، كما قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أي نعطه من الدنيا ما أراد إذا شئنا استدراجًا ومعاملة له بما قصد، كما في قوله تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ} [الإسراء: ١٨].

قوله تعالى: {وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُون}: أي لا ينقصون.

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَاّ النَّارُ}: بيان لعاقبتهم حيث ذكر أنهم يعطون في الدنيا ما أرادوا وما طلبوا، وأما في الآخرة فإنهم يحرمون من الثواب لأنهم لم يريدوا الآخرة، وهي إنما تحصل لمن أرادها كما قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (١٩)} [الإسراء].

<<  <  ج: ص:  >  >>