الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد ..
فإن من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغب فيها حسن الخلق، فهو من أعظم مواهب الله لعباده، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤]، وقال تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[البقرة: ٨٣].
والمقصود بأخلاق الناس، الأخلاق الفاضلة، مثل المروءة، والحياء، والصدق، والوفاء، والكرم، والشجاعة .. وغيرها من الأخلاق الكريمة التي دعا إليها الإسلام ورغب فيها.
فمن المعلوم أن الناس يتفاوتون في هذه الأخلاق، فمنهم من أنعم الله عليه بأن جعله في المرتبة العليا منها، ومنهم من قصر عن ذلك إلى أدنى المراتب، وما بين ذلك درجات متفاوتة، وهذا التفاوت في الدرجات هو المراد، وهو معنى المساحة المقصود في عنوان هذه الكلمة، ولي هنا وقفات: