الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
«فإن الله جلا وعلا له الحكمة البالغة فيما خلقه، وفيما شرعه، فهو الحكيم في خلقه، وفي شرعه، لم يخلق عباده لعبًا، ولم يتركهم سُدى، ولم يشرع لهم الشرائع عبثًا، بل خلقهم لأمر عظيم، وهيأهم لخطب جسيم، وبين لهم الصراط المستقيم، وشرع لهم الشرائع ليزداد بها إيمانهم، وتكمل بها عباداتهم، فما من عبادة شرعها الله لعباده إلا لحكمة بالغة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، وليس جهلنا بحكمة شيء من العبادات دليلًا على أنها لا حكمة فيها، بل هو دليل على عجزنا، وقصورنا عن إدراك حكمة الله سبحانه، لقوله: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)}» (١)] الإسراء:٨٥].
ومن هذه الشرائع التي فرضها الله على عباده الصيام،
(١) مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ص ٤٠.