وقد بدأ الله بها لأنها أعظم الوصايا وأنفعها، فأعظم ما أمر الله به التوحيد، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، والنهي عن الشرك يستلزم توحيد الله وإخلاص العبادة له - سُبْحَانَهُ -، قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[سورة النحل، آية رقم: ٣٦]، وقال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦)} [سورة البقرة، آية رقم: ٢٥٦]، وما أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب وجردت السيوف ورفعت رايات الجهاد إلا لطمس معالم الشرك، وأن يكون الدين كله لله.
قال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله -: «ووجه كون الشرك ظلمًا عظيمًا أنه لا أفظع وأبشع من سوَّى المخلوق من تراب بمالك الرقاب وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئًا بمالك الأمر