الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد ..
فاستكمالًا للحديث عن نبي الله صالح - عليه السلام -، هذه بعض الفوائد من قصته:
الفائدة الأولى في قوله تعالى: {قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢)} [هود: ٦٢] ومعنى هذه الآية أن صالحًا - عليه السلام - كان معزَّزًا في قومه قبل أن يدعوهم إلى عبادة الله والإيمان به، فلما جاءهم بالحق سقط من أعينهم واحتقروه، فلم يصده ذلك عن دينه ولم يترك دعوته للاحتفاظ بمكانته عندهم. فينبغي للداعية إلى الله أن يعرف هذا جيِّدًا ويعلم إذا حصل له مثل هذا أن له أسوة حسنة فيمن كان قبله من الأنبياء والصالحين. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُدعى في مكة الصادق الأمين، فلما قام يدعو إلى الله تعالى قالوا: ساحر كذاب؛ لذلك قصَّ الله