للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثامنة والتسعون: النفخ في الصور]

الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فإن من أهوال الآخرة العظيمة التي يجب على المؤمن الإيمان بها والاستعداد لها: النفخ في الصور، قال تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩)} [الكهف].

روى الترمذي في سننه من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللهُ عنهما، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ما الصور؟ قال: «قَرنٌ يُنفَخُ فِيهِ» (١)، والنفخ في الصور أمر غيبي يكون عند نهاية الحياة الدنيا وبدء الحياة الآخرة فينفخ الملك إسرافيل في القرن بأمر اللَّه، فلا يبقى أحد من الخلق إلا مات إلا من استثناه اللَّه: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلَاّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون (٦٨)} [الزمر].

روى مسلم في صحيحه من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكر ما يحدث في آخر الزمان فقال: «ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا


(١) ص: ٣٩٨ برقم ٢٤٣٠، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>