الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن من الأمور التي اهتم بها الإسلام: أمر الأسرة داخل البيت وخارجه، ونظرًا لأن أساس الأسرة الزوج والزوجة، فقد شرع لهما شرائع وحد لهما حدوداً وأوجب عليهما أموراً متى ما قام بها الزوجان صلحت الأسرة وسعدت، ومن ثم صلح المجتمع كله، وأشير هنا إلى بعض المعالم التي يهتدي بها الزوجان لإقامة الحياة الزوجية وإصلاحها.
فمن ذلك أن اللَّه سبحانه وتعالى خلق المرأة من الرجل ليناسبها فيسكن إليها وتتم بذلك النعمة ويحصل بذلك السرور، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}[النساء: ١].
قال ابن كثير:«وخلق منها زوجها وهي حواء عليها السلام خُلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه»(١).
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: