للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قدوم وفد هوازن]

وبعد أن قُسمت الغنائم قدم وفد هوازن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا أربعة عشر رجلًا، ورأسهم: زهير بن صرد، فبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام، ثم قالوا: يا رسول الله! إنا أصلٌ وعشيرة، فمُن علينا، مَنَّ الله عليك، فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، وقال زهير بن صرد، أحد بني سعد بن بكر (١): يا رسول الله، إنما في الحظائر (٢) عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ولو أنا مَلحْنَا (٣) الحارث بن أبي شمر (٤)، أو للنعمان بن المنذر (٥)، ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به، رجونا عطفه وعائدته (٦) علينا، وأنت خير المكفولين، ثم سألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ، وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ».


(١) وهم قوم حليمة السعدية مرضعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) الحظيرة: هي الموضع الذي يُحاط عليهم، ويقصد الأسرى، انظر النهاية (١/ ٣٨٩).
(٣) ملحنا: أي أرضعنا، والملح بالرضاع.
(٤) الحارث بن أبي شمر: ملك الشام من العرب.
(٥) النعمان بن المنذر: ملك العراق من العرب.
(٦) عائدته: فضله.

<<  <  ج: ص:  >  >>